Uncategorized

اضاع حياته بالكامل مقابل 10 دقائق والسبب ؟

5 / 100

قصة شاب أضاع حياته بالكامل

كنت في حياتي مثالا للشاب الذي يقتدى به فعليا، ملتزما دينيا وأخلاقيا، كل رجال الحي يتوقون لمصاحبتي لأبنائهم، كما أنني كنت أصغر إخوتي وجميعهم متزوجون إلا إياي، كانت والدتي تتوق لليوم الموعود الذي أختار به عروسي المستقبلية، لا أكاد أجزم إن أخبرتكم بأنني كنت فتى أحلام جميع الفتيات، لقد حباني الله سبحانه وتعالى فرطة في الجمال والجسد، جسمي مفتول العضلات نعمة من عند خالقي وعملت على تطويرها بذهابي إلى الأندية الرياضية وممارسة العديد من الرياضيات والأنشطة الرياضية المتنوعة، كما حباني سبحانه وتعالى حسن ملامح الوجه وشعر مثالي، لا أخبركم بكل ذلك من باب الكبرياء ولكني أعد وأحصي نعمه علي سبحانه وتعالى، لأوصل إليكم كم كنت محظوظا في أشياء كثيرة ولله الحمد.

بعامي الجامعي الأخير بكلية هندسة الاتصالات، من بداية دراستي عمدت على ألا أضيع وقتي هباء منثورا وأن أستثمره لأن الندم لا يفيد وكما نعلم جميعا وتربينا على أن لكل مجتهد نصيب؛ خطة حياتي كانت بمجرد إنهائي لعامي الدراسي الأخير واستلامي عملا يليق بما درست وفي عقر دراستي هي التقدم لعروس ذات خلق ودين ودخول السرور إلى قلب والدتي وبداية حياة جديدة راجيا من الله سبحانه وتعالى أن يتم نعمه علي بالذرية الصالحة والتي يجعلني بها فخورا بها دنيا وآخرة.

كما يقال دوما تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن، بإحدى الأيام جاءني اتصال هاتفي من شخص مجهول وسألني عن هويتي، وكان الاسم الذي يسأل عنه كنت أنا بالفعل فأخبرته بالإيجاب فأعلمني بضرورة وإلزامي القدوم لديهم بإحدى المستشفيات، وعندما وصلت وأعلمتهم عن هويتي وعن الاتصال الذي ورد لي، حضر طبيب استشاري كبير وأخبرني: “يا بني هل تبرعت من قريب للإحدى بنوك الدم؟!”

أجبته: “نعم، هل هناك من خطب يا سيدي؟!”

وأخبرني بخبر تمنيت حينها أن تنشق الأرض وتبلعني حتى أتخلص من كل ما شعرت به حينها، لقد وقع أثره على نفسي كوقع الصاعقة القادمة من السماء…

الطبيب: “هل نقل إليك دم؟!”

أجبته في دهشة من أمري: “لا”.

الطبيب: “هل سبق لك وأن أجريت عملية جراحية خارج أو داخل البلاد؟!”

أجبته بنفس الدهشة والحيرة: “لا”.

الطبيب: “يؤسفني يا بني أن أخبرك أنك مريض، ومريض بمرض خطير للغاية”.

توقفت أنفاسي ودارت بي الدنيا من حولي لدرجة أنه أمسك بي خوفا من أن أسقط أرضا…

الطبيب: “أنت مريض بالإيدز!”

في ذهول شديد: “ماذا تقول يا سيدي؟!”

الطبيب: “أقسم لك أن كل هذه التحاليل التي معي تثبت وتؤكد إصابتك بالإيدز، أيمكنني أن أسألك سؤالا شخصيا يا بني، وسامحني في ذلك لأن شكلك لا يدل على ذلك نهائيا؟!”

أجبته: “نعم يمكنك سؤالي ما تريد وكيفما تريد”.

الطبيب: “هل مارست الجنس يوما يا بني فانتقلت إليك العدوى عن طريقه؟!”

لم أجبه ولكن ثبتت عيناي عليه وتساقطت الدمعات منهما، لم أجبه ولكن رجعت بذاكرتي لسبع سنوات للوراء، كنت ما زلت صغيرا بعامي الثانوي الأول، هل يعقل من زلة واحدة لم تتجاوز العشرة دقائق أدفع حياتي ثمنا لها؟!

إنه عقاب ولكنه عقاب حاد وصلب للغاية، فعليا لا أطيق صبرا عليه، طرأت والدتي على بالي حينها ومدى إصرارها على زواجي، فبماذا سأخبرها وما الحجج والأعذار التي سأقدمها إليها، وإلى متى سأقدمها، وهل بكل مرة ستصدقني؟!

كيف أخرج من كل هذه الحياة دون أن أترك بها ذرية صالحة أنتفع بها بعد رحيلي؟!

أصبحت الآن أبكي بدل الدموع دماء، وأرجو من الله أن يعود بي الزمن حتى أغير ما فعلته بماضيي، ولكن هيهات هيهات.

لقد قصصت قصتي كاملة، وهي حقيقية بكل كلمة وأرجو من الله أن يعفو عني ويعافيني من كل سقم، والحكيم من ينتفع بتجارب غيره.

اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

تم إكتشاف مانع الاعلانات .. !

فضلا وليس آمرا إغلق مانع الاعلانات .. فـ العائد المادي الضئيل يساعد علي استمرار الموقع .. شكرا لتفهمك