Uncategorized

إعدام الإيرانية "السنية ريحانة جباري"


السلطات الإيرانية نفذت حكم الإعدام – رغم الاعتراضات الدولية على الحكم …..”ريحانة” قتلت الطبيب الإيراني “مرتضى سربندي” (27) عامًا، دفاعًا عن النفس، بعد محاولته اغتصابها..

يذكر أن محكمة الثورة الإيرانية، في العاصمة طهران، نفذت حكم الإعدام على ريحانة جباري ميلايري”(27 عامًا) السبت، في سجن “رجائي شهر” بعد اتهامها بقتل الطبيب الموظف السابق في الاستخبارات الإيرانية “مرتضى سيرباندي” قبل 7 سنوات.

تداول عدد من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعى “فيس بوك” رسالة يزعمون أنها للفتاة الإيرانية السنية “ريحانة جبارى”، التى نفذ فيها حكم الإعدام يوم السبت 25 أكتوبر 2014 الماضى، لإدانتها بقتل موظف شيعى سابق بالاستخبارات الإيرانية بعدما اغتصبها. وجاءت رسالة ريحانة موجهة إلى والدتها وتدعى “شعلة”، قائلة: “عزيزتى شعلة.. علمت اليوم أنه قد جاء دورى لمواجهة القصاص، أشعر بالأسى لأنكِ لم تخبرينى بنفسكِ أنى قد وصلت إلى نهاية رحلتى فى الحياة، ألا تعتقدين أنه من حقى أن أعرف؟ أتعلمين؟ أشعر بالخزى لأنكِ حزينة، لماذا لم تعطينى الفرصة لأُقبِّل يدكِ ويد أبى؟”. وأضافت ريحانة: “لقد عشتُ 19 سنةً فى هذا العالم، فى تلك الليلة المشؤومة كان يجب أن أكون أنا القتيلة، كان جسدى ليُلقى فى إحدى زوايا المدينة؛ وبعد أيام كانت الشرطة ستأخذكِ إلى مكتب الطبيب الشرعى لتتعرَّفى على الجثة؛ وكنتِ ستعرفين حينها أنى قد اغتُصبت، لم يكُن أحدٌ ليتوصَّل إلى هوية القاتل؛ لأننا لا نملك أموالهم ولا نفوذهم، عندئذٍ كنتِ ستُكملين بقية حياتكِ فى معاناة وعار؛ وكنت ستموتين كمدًا بعد بضع سنين؛ وكانت القصة ستنتهى”. وتابعت: “لكن قصتى تغيَّرت بضربة ملعونة، لم يُلقَ جسدى جانبًا، بل أُودع فى قبر سجن «أوين» بعنابره الانفرادية، والآن فى سجن «شهر رى» الذى يشبه القبر، استسلمى للقدر ولا تشتكى، أنتِ تعلمين أكثر منى أن الموت ليس نهاية الحياة”. وواصلت حديثها لأمها قائلة: “وتعلَّمت منكِ أن المرء يولد فى هذا العالم ليكتسب خبرات، ويتعلَّم دروسًا؛ وأن كل امرئ بما كسب رهينة منذ لحظة مولده، تعلَّمت أنه يجب على المرء أحيانًا أن يقاتل، أذكرُ حين أخبرتِنى أن سائق العربة قد احتج على الرجل الذى كان يجلدنى، لكن الجلَّاد ضرب رأسه ووجهه بالسوط؛ ليموت فى النهاية بإثر ضرباته، لقد أخبرتِنى أن المرء يجب أن يثابر حتى يُعلى قيمه، حتى لو كان جزاؤه الموت”. وتابعت، “تعلَّمت منكِ وأنا أخطو إلى المدرسة أن أتحلَّى بالأخلاق الرفيعة فى مواجهة الشجار والشكوى، هل تذكرين إلى أى حدٍ كنتِ تشددين على الطريقة التى يجب أن نتصرف بها؟ لقد كانت تجربتكِ خاطئة، حين وقعت الواقعة، لم تساعدنى مبادئى، حين قُدمت إلى المحاكمة بدوت امرأةً تقتل بدمٍ باردٍ، مجرمةً لا تملك ذرة من رحمة، لم تسقط منى ولو دمعة واحدة، لم أتوسل إلى أحد، لم يغمرنى البكاء لأنى وثقت فى القانون”. واستطردت، “لكنى اتُهمت باللامبالاة أمام الجريمة.. أترين؟ لم أكُن أقتل حتى الحشرات؛ وكنت أرمى الصراصير بعيدًا ممسكةً بقرون استشعارها، أصبحت بين ليلة وضحاها قاتلة مع سبق الإصرار. لقد فسَّروا معاملتى للحيوانات على أنها نزوعٌ لأن أصبح ذكرًا؛ ولم يتكبَّد القاضى عناء النظر إلى حقيقة أنى كنت أملك حينها أظافر طويلة مصقولة”. وتساءلت، “كم كان متفائلاً من انتظر العدالة من القضاة! لم يلتفت القاضى إلى نعومة يدى بشكلٍ لا يليق بامرأة رياضية، أو مُلاكِمة بالتحديد، البلد التى زرعتِ فى حبها لم تكن تبادلنى الحب؛ ولم يساعدنى أحدٌ وأنا تحت ضربات المُحقق وأسمع أحط ألفاظ السباب. وحين تخلَّصت من آخر علامات الجمال الباقية فى جسدى بحلاقة شعرى أعطونى مكافأة: أحد عشر يومًا فى الحبس الانفرادى”. وأضافت، “عزيزتى شعلة، لا تبكِ مما تسمعين. فى أول يوم لى فى مركز الشرطة آذانى ضابط كبير السن وغير متزوجٍ بسبب أظافرى. عرفت حينها أن الجمال ليس من سمات هذا العصر: جمال المظهر، وجمال الأفكار والأمنيات، وجمال الخط، وجمال العيون والنظر، حتى جمال الصوت العذب، تغيَّرت فلسفتى وأنتِ لستِ مسئولة عن هذا. لن تنتهِ كلماتى فقد أعطيتها إلى شخصٍ تعهَّد بتسليمها إليكِ بعد أن أُعدم دون حضوركِ، ودون علمكِ. لقد تركت لكِ الكثير من الكتابات ميراثًا، لكن قبل أن أموت، أريد أن أطلب منكِ أمرًا يجب عليكِ تلبيته بكل ما تستطيعين من قوة، وبأى طريقة فى مقدورك. هذا، فى الحقيقة، الأمر الوحيد الذى أريده من هذا العالم، ومن هذا البلد، ومنكِ. أعلم أنكِ تريدين وقتًا لإعداده؛ لذا أخبركِ جزءًا من وصيتى قبل الموت. لا تبكى واسمعينى جيدًا. أريدك أن تذهبى إلى قاعة المحكمة وتعلنى رغبتى. لا يمكننى كتابة هذه الرغبة من داخل السجن لأن مدير السجن لن يسمح بمروره؛ لذا سيتوجَّب عليكِ أن تعانى من أجلى مرة أخرى. إنه الأمر الوحيد الذى لن أغضب إذا اضطررتِ إلى أن تتوسلى من أجله، رغم أنى طلبت منكِ عدة مراتٍ ألَّا تتوسلى إلى أحد لينقذنى من الإعدام. وطلبت ريحانة، من أمها قائلة: “أمى الطيبة، العزيزة شعلة، الأعز على من حياتى، لا أريد أن أتعفَّن تحت الثرى. لا أريد لعينى أو لقلبى الشاب أن يتحوَّل إلى تراب. توسَّلى لهم ليعطوا قلبى، وكليتى، وعينى، وعظمى، وكل ما يمكن زرعه فى جسدٍ آخر، هديةً إلى شخصٍ يحتاج إليهم بمجرد إعدامى. لا أريدُ لهذا الشخص أن يعرف اسمى، أو يشترى لى باقة من الزهور، ولا حتى أن يدعو لى. أقول لكِ من أعماق قلبى إنى لا أريد أن أوضع فى قبر تزورينه، وتبكين عنده، وتعانين. لا أريدكِ أن تلبسى ثوب الحداد الأسود. ابذلى ما فى وسعكِ لتنسى أيامى الصعبة. اتركينى لتبعثرنى الريح. واستكملت، “لم يحبنا العالم؛ ولم يتركنى لقدرى. أنا أستسلم الآن وأقابل الموت بصدرٍ رحب؛ أمام محكمة الله سأوجه الاتهام إلى المفتشين؛ سأوجه الاتهام إلى المفتش «شاملو»؛ سأوجه الاتهام إلى القاضى، وإلى قضاة المحكمة العليا الذين ضربونى وأنا مستيقظة، ولم يتورَّعوا عن التحرش بى. أمام الخالق سأوجه الاتهام إلى الطبيب «فروندى»؛ سأوجه الاتهام إلى «قاسم شعبانى» وكُل من ظلمنى أو انتهك حقوقى، سواءً عن جهلٍ أو كذب، ولم يفطنوا إلى أن الحقيقة ليست دائمًا كما تبدو”. واختتمت ريحانة رسالتها قائلة: “عزيزتى شعلة ذات القلب الطيب، فى الآخرة سنوجِّه نحن الاتهام؛ وسيكونون هم مُتهمين. دعينا ننتظر إرادة الله. أردتُ أن أضمكِ حتى أموت. أحبكِ”. وكانت السلطات الإيرانية قد نفذت حكم الإعدام السبت الماضى، بحق ريحانه جبارى، البالغة من العمر 26 عاما، بعد أن أدانتها محكمة إيرانية بالمسئولية عن قتل موظف فى وزارة الاستخبارات الإيرانية عام 2007، رغم تأكيدها أنها أقدمت على فعلتها دفاعا عن النفس بعد محاولته اغتصابها


اظهر المزيد

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
إغلاق
إغلاق

تم إكتشاف مانع الاعلانات .. !

فضلا وليس آمرا إغلق مانع الاعلانات .. فـ العائد المادي الضئيل يساعد علي استمرار الموقع .. شكرا لتفهمك